رغيف العيش
صفحة 1 من اصل 1
رغيف العيش
بقلم: عباس الطرابيلي يظل رغيف العيش قضية أي حكومة في مصر.. حتي سنوات عديدة قادمة إلي ان تحل الحكومة هذه المعضلة، التي تزداد تعقداً عاماً وراء عام.. ومصر أيها السادة الكرام عليها أن تعيد النظر في سياستها الزراعية.. وبالذات وسط ازمة عالمية اطبقت علي القمح.. وتهدد شعوبا عديدة بالجوع.. نقصد الفيضانات التي تغرق الارض في مناطق.. وجفافا يحرق كل شيء في مناطق اخري.. والمشكلة ان مصر - وهي في الاصل دولة زراعية لا تزرع الا ما يكاد يصل إلي نصف ما تأكل.. وعليها ان تستورد النصف الاخر من اي مكان.. وليس سراً ان مصر تستورد من الشرق ومن الشمال ومن الغرب.. فهي تستورد من روسيا واوكرانيا وكازاخستان وهي الدول الاكبر انتاجا للقمح في اسيا.. وتستورد من الشمال، من فرنسا التي هي من اكبر منتجي القمح في اوروبا.. اما من الغرب فمصر تستورده من امريكا الجنوبية، وبالذات من الارجنتين، والسؤال: الي متي يستمر هذا الوضع.. عبيداً لمن يزرع ويحصد القمح.. ورحم الله اجدادنا الذين غنوا للقمح »المصري« وجعلوا له عيداً.. ولن انسي اغنية ليلة حصاد القمح عندما كان الناس يغنون »القمح الليلة«!!. ** ولن نتباكي علي هذا العصر الكبير.. ولكننا نسأل: لماذا لا نعيد النظر في الدورة الزراعية المصرية الحالية.. ولماذا لا نحد مما نزرعه من ارض بالبرسيم.. وكانوا يتحججون بأننا نحاول توفير اللحوم.. والمواشي تحتاج للبرسيم.. ولكن لا نحن نجحنا في توفير هذه اللحوم محليا، ومن هذا البرسيم وهكذا يكاد كيلو اللحم يصل إلي المائة جنيه لهذا البتلو بعد ان فشلنا في استكمال مشروع البتلو.. ولجأنا إلي الاستيراد من اسيا.. ومن افريقيا.. ومن امريكا الجنوبية.. ومن استراليا نستورد أسوأ انواع اللحوم التي يرفضها المصري.. وتركنا امر استيرادها إلي كل طامع في الثروة.. والربح الحرام، وما أكثر الطامعين في اموال المصريين. ** ويبدو أيضاً ان الطامعين ينظرون إلي رغيف العيش.. ولهذا خططوا لزيادة استيراد القمح.. والذرة والحيتان أو مافيا استيراد القمح يسيطرون الان علي القمح.. ونكاد نقول انهم كما قتلوا مشروع البتلو فالتهبت اسعار اللحم.. وهم الان خططوا للسيطرة علي رغيف العيش.. وجاءت الظروف وساعدتهم الظروف الطبيعية من جفاف أو فيضانات في اكبر مناطق انتاج القمح حيث تكاد الان تتضاعف اسعار هذا القمح.. فماذا نفعل؟! ولا نريد ان نسأل عن حجم المخزون الاستراتيجي من القمح.. وما هي عدد الايام التي نجد لمصر ما تحتاج من قمح.. بمعني كم يوما يغطي هذا المخزون.. ومهما فعلنا فليس أمامنا الا الخضوع لشروط المصدرين في الخارج.. واطماع المستوردين في الداخل.. ** وعجز القمح الذي وصل إلي ابواب مصر يجعلنا نفكر بجدية في احياء مشروع رغيف العيش المخلوط بالقمح والذرة.. وهو المشروع الذي بدأه الدكتور احمد جويلي عندما كان وزيراً للتجارة والتموين.. فمصر أحوج ما تكون الان إلي هذا الرغيف وهذا الرغيف تعود عليه المصري منذ القدم.. بل كان رغيف الذرة هو الاساس في طعام المصريين.. ومصر تزرع الذرة.. حقيقة نزرع مالا يكفي.. ولكنه ارخص في الاستيراد.. وفي تكاليف الانتاج.. وهو الاكبر في حجم الانتاج. لماذا لا نزيد ما نزرعه من ذرة وللذرة اكثر من فائدة.. فما لا يصلح للخبز.. يصلح لتوفير الزيت.. ومنه ما ينتج من السكر وحتي »القلاويح« تصلح وقوداً في الافران البلدية في القري وفي المدن الصغيرة لنوفر استخدام الغاز ومنتجات البترول الاخري.. ** هل هناك مشاكل تمنعنا من التوسع في انتاج رغيف القمح المخلوط بالذرة.. حتي نزيد رويداً نسبة الذرة في هذا الرغيف.. وهل هناك معوقات تمنعنا من ذلك؟! هذا الكلام يجعلنا نطالب باعادة النظر في الدورة الزراعية ابتداء من الدورة الجديدة لهذا العام.. وربنا ينقذنا العام الحالي.. بل اري ان من الافضل الان ان نركز خطواتنا اي نخطط لحل مشكلة.. فاذا نجحنا نبدأ بمشكلة اخري.. والمشكلة الان هي في رغيف الخبز.. قبل قطعة اللحم فنحن نستطيع الصبر علي مشكلة اللحم.. ولكننا لا نستطيع الصبر علي نقص رغيف الخبز.. علينا أن نركز كل جهودنا لنزيد انتاجنا المحلي من القمح مهما كان الثمن.. وعلينا اكثر ان نلجأ إلي الارض الجديدة التي يمكننا زراعتها وبالذات في شرق العوينات وفي توشكي حتي لو اضطررنا إلي استخدام حق الملكية - بالذات في توشكي - لكي نزرعها بالقمح زراعة جماعية بالميكنة في كل مراحلها.. تماما كما يحدث في الولايات المتحدة وفي كندا وفي فرنسا.. لان هذا النظام يعطي انتاجية اكبر.. وبتكاليف اقل، وهو نظام لا يصلح في الاراضي القديمة، وبالذات في الدلتا. ** والدلتا علينا ان نزيد المساحة التي تزرع قمحاً.. وان نتعاقد مع الفلاحين علي شرائه بافضل الاسعار وعلينا ان ندعم الفلاح المصري.. لا ان ندعم الفلاح الامريكي أو الكندي. | |
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى