العمود الفقري
صفحة 1 من اصل 1
03122012
العمود الفقري
لمحة عامة عن تشريح العمود الفقري
من الأهمية القصوى أن يتوفر لدى مرضى اضطرابات العمود الفقري فهم أساسي بتشريح العمود الفقري ووظائفه. يقدم هذا المقال لمحة عامة مبسطة عن التشريح العجيب والمعقد للعمود الفقري. ويبدأ بتقديم "صورة كبيرة" لوظائف العمود الفقري، ومناطقه، والانحناءات الرئيسية. ويعقب ذلك معلومات تفصيلية عن العناصر التشريحية المحددة مثل البنى الفقرية، والأقراص بين الفقرات، والحبل الشوكي، والجذور العصبية، والمفاصل، والعضلات، والأربطة.
وظائف العمود الفقري
تتمثل الوظائف الثلاث الرئيسية للعمود الفقري في:
حماية الحبل الشوكي والجذور العصبية، والعديد من أعضاء الجسم الداخلية.
توفير دعم هيكلي وتوازن للحفاظ على الوضعية المستقيمة المنتصبة.
السماح بحركة مرنة.
مناطق العمود الفقري
ينقسم العمود الفقري، نموذجياً، إلى أربع مناطق رئيسية: العنقية، والصدرية، والقطنية، والعجزية. ولكل منطقة خصائصها ووظائفها المحددة.
الفقرات العنقية
تعرف منطقة الرقبة للعمود الفقري بالفقرات العنقية. وتتألف تلك المنطقة من سبع فقرات، من الفقرة العنقية الأولى إلى الفقرة العنقية السابعة (من الأعلى إلى أسفل). تحمي هذه الفقرات جذع المخ والحبل الشوكي، وتدعم الجمجمة، وتسمح بنطاق عريض من حركات الرأس.
تسمى الفقرة العنقية الأولى أطلس. تتخذ أطلس شكلاً حلقياً وتعمل على دعم الجمجمة. وتسمى الفقرة العنقية الثانية المحور. وهي دائرية الشكل ذات بنية وتدية غير حادة (تدعى النتوء سني الشكل أو "السن") تبرز لأعلى داخل حلقة الأطلس. وتتيح كل من أطلس والمحور للرأس بالدوران والانثناء. وتتخذ الفقرات العنقية الأخرى (من الثالثة إلى السابعة) شكلاً صندوقياً ذي نتوءات شوكية صغيرة (نتوءات تشبه الأصابع) تمتد من خلف الفقرة.
الفقرات الصدرية
يوجد تحت آخر الفقرات العنقية 12 فقرة تشكل الفقرات الصدرية. ويطلق عليها الفقرة الصدرية الأولى وحتى الثانية عشر (من الأعلى إلى الأسفل). وتعتبر الفقرة الصدرية الأولى أصغرها بينما الفقرة الثانية عشر هي الأكبر. وتتميز الفقرات الصدرية بكبر حجمها مقارنة بالعظام العنقية وبنتوءات شوكية أطول.
وبالإضافة إلى النتوءات الشوكية الأطول، تضيف وصلاتها بالأضلاع إلى الفقرات الصدرية مزيداً من القوة. وتجعل هذه البنى الفقرات الصدرية أكثر ثباتاً من الفقرات العنقية أو القطنية. وعلاوة على ذلك، يحد القفص الصدري ونظام الأربطة من نطاق حركة الفقرات العنقية ويحمي العديد من الأعضاء الحيوية.
الفقرات القطنية
تتكون الفقرات القطنية من 5 فقرات يطلق عليها اختصاراً L1 إلى L5 (الأكبر). كما إن حجم وشكل كل فقرة قطنية مصمم لحمل معظم وزن الجسم. ويلاحظ أن كل عنصر بنائي في الفقرات القطنية أكبر، وأعرض، وأكثر امتداداً من المكونات المماثلة في المناطق العنقية والصدرية.
وتمتلك الفقرات القطنية نطاق حركة أكبر من الفقرات الصدرية، ولكنه أقل من الفقرات العنقية. وتسمح المفاصل الوجيهية القطنية بحركة ثني وبسط كبيرة ولكن لا تسمح سوى بدوران محدود.
الفقرات العجزية
يقع العجز خلف الحوض. ويتشكل العجز من خمسة عظام (يطلق عليها اختصاراً S1 حتى S5) مندمجة مع بعدها في شكل مثلثي. ويقع العجز بين عظمتي الورك ليوصل بين العمود الفقري والحوض. وتتمفصل (تتحرك) الفقرة القطنية الأخيرة (L5) مع العجز. ويوجد تحت العجز مباشرة خمس عظام إضافية، مندمجة مع بعضها البعض مكونة العصعص.
الحوض والجمجمة
على الرغم من أن الحوض والجمجمة لا يعتبران نموذجياً جزءاً من العمود الفقري، إلا أنهما تركيبتان تشريحيتان ترتبط ارتباطا بينياً وثيقاً مع العمود الفقري، ولهما أثر كبير على توازن المريض.
مستويات العمود الفقري
للمساعدة على فهم التشريح ووصفه، يشير أخصائيو العمود الفقري في الكثير من الأحيان إلى مستويات محددة للجسم. ويعتبر مستوى الجسم سطحاً تخيلياً مسطحاً ثنائي الأبعاد يستخدم لتعريف منطقة معينة من البنية التشريحية.
جدول 1
التعبير المعنى
المستوى الجبهي أو الإكليلي يقسم النصفين الأمامي والخلفي للجسم بأكمله.
المستوى الناصف أو السهمي يقسم الجانبين الأيمن والأيسر للجسم بأكمله.
المستوى المستعرض أو المحوري يقسم الجسم من عند الوسط (النصفان العلوي والسفلي من الجسم).
انحناءات العمود الفقري
عند النظر إلى العمود الفقري السليم من الأمام (المستوى الإكليلي) فإنه يبدو مستقيماً. (يعرف الانحناء الجانبي للعمود الفقري بالجنف). وعند النظر إليه من الجانب (المستوى السهمي) يظهر للعمود الفقري الناضج أربعة انحناءات مميزة. وتوصف هذه الانحناءات بالحدابية أو القعساء.
أما الانحناء الحدابي فهو انحناء محدب في العمود الفقري (أي أن الجزء المحدب يتجه ناحية الجزء الخلفي من العمود الفقري). وتنتمي انحناءات الفقرات الصدرية والعجزية إلى النوع الحدابي.
وبالنسبة للانحناء الأقعس فهو مقعر (أي أن التقعر يتجه ناحية الجزء الخلفي من العمود الفقري) ويوجد في المستويات العنقية والقطنية من العمود الفقري.
التركيبات الفقرية
تتكون جميع الفقرات من نفس العناصر الأساسية، باستثناء الفقرتين العنقيتين الأوليين.
وتتكون القشرة الخارجية للفقرة من العظم القشري. ويتميز هذا النوع من العظام بالكثافة، والصلابة، والقوة. وفي داخل كل فقرة يوجد عظم اسفنجي، وهو أضعف من العظم القشري ويتكون من بنيات واسعة الحبك تبدو مثل خلية النحل. ويوجد في تلك الفجوات التي تميز العظم الاسفنجي، نخاع العظم، الذي يكون خلايا الدم الحمراء وبعض أنواع خلايا الدم البيضاء.
وتتكون الفقرات من العناصر المشتركة التالية:
جسم الفقرة: الجزء الأكبر من الفقرة. عند النظر إليه من أعلى فإنه يبدو بيضي الشكل بصفة عامة. وعند النظر إليه من الجانب، يبدو جسم الفقرة كشكل الساعة الرملية، حيث يكون أثخن عند الأطراف وأنحف عند الوسط. ويغطي الجسم عظم قشري قوي، بينما يوجد بداخله عظم اسفنجي.
العنيقات: وهما نتوءان قصيران، يتكونان من عظم قشري قوي، يبرز من الجزء الخلفي من جسم الفقرة.
الصفائح: صفيحتين مسطحتين نسبياً من العظم يمتدان من العنيقات على الجانبين ويتصلان عند خط المنتصف.
النتوءات: هناك ثلاثة أنواع من النتوءات: المفصلية، والمستعرضة، والشوكية. وتعمل النتوءات كنقاط اتصال للأربطة والأوتار.
وتتصل النتوءات المفصلة الأربعة مع النتوءات المفصلية للفقرات المجاورة لتكون المفاصل الوجيهية. وتسمح المفاصل الوجيهية، بالاشتراك مع الأقراص بين الفقرية، بحركة العمود الفقري.
ويمتد النتوء الشوكي إلى الخلف من النقطة حيث تتصل الصفيحتين، ويعمل كرافعة لإتمام حركة الفقرة.
الصفائح الانتهائية: "يغلف" الجزء العلوي والسفلي لجسم الفقرة بصفيحة انتهائية. وتعتبر الصفائح الانتهائية تركيبات معقدة "تندمج" في الأقراص بين الفقرات وتساعد على دعم القرص.
ثقب ما بين الفقرات: توجد ثلمة صغيرة على السطح العلوي للعنيقات وثلمة أخرى عميقة على السطح السفلي. سوعندما تكون الفقرات مرصوصة فوق بعضها البعض تكون ثلمات العنيقات منطقة تسمى ثقب ما بين الفقرات. ولهذه المنطقة أهمية حاسمة نظراً لخروج الجذور العصبية من الحبل الشوكي من خلال تلك المنطقة إلى باقي أنحاء الجسد.
المفاصل الوجيهية
تقع مقاصل العمود الفقري إلى الخلف من جسم الفقرة (على الجانب الخلفي). تساعد تلك المفاصل العمود الفقري على الانثناء، واللف، والانبساط في مختلف الاتجاهات. وعلى الرغم من أن تلك المفاصل تمكن من الحركة، إلا أن تقيد في الوقت نفسه الحركة الزائدة مثل فرط التمدد، أو فرط الانثناء (أي المصع).
ويوجد بكل فقرة مفصلان وجيهيان. يتوجه الوجيه المفصلي العلوي إلى الأعلى ويعمل كمحور مع الوجيه المفصلي السفلي.
وكغيرها من المفاصل الأخرى في الجسم، يحاط كل مفصل وجيهي بكبسولة من النسيج الضام وينتج سائل زليلي لتغذية وتزليق المفصل. وتغطى أسطح المفصل بغضروف يساعد كل مفصل على الحركة (التمفصل) بسلاسة.
الأقراص بين الفقرات
يوجد بين كل من أجسام الفقرات "وسادة" تدعى القرص بين الفقرات. يمتص كل قرص الضغط والصدمات التي يتعرض لها الجسم أثناء الحركة ويحول دون احتكاك الفقرات ببعضها البعض. وتعتبر الأقراص بين الفقرات أكبر البنى الموجودة في الجسم التي ليس لها مدد وعائي. حيث تمتص الأقراص العناصر الغذائية التي تحتاجها من خلال الانتشار الغشائي.
ويتكون كل قرص من جزأين: الحلقة الليفية والنواة اللبية.
الحلقة الليفية
تعتبر الحلقة تركيبة قوية تشبه الإطار تغلف مركزاً يشبه الهلام يدعى النواة اللبية. وتعمل الحلقة على تعزيز الثبات الدوراني للعمود الفقري وتساعده على مقاومة مجهود الضغط.
وتتكون الحلقة من ماء وطبقات من ألياف كولاجينية مرنة قوية. تأخذ الألياف اتجاهات بزوايا مختلفة عرضياً تشبه تركيب الإطار المتشعع. ويكتسب الكولاجين قوته من حزم البروتين الليفية القوية المرتبطة ببعضها البعض.
النواة اللبية
يمتلئ الجزء المركزي من كل من الأقراص بين الفقرات بمادة مرنة تشبه الهلام. وتعمل النواة اللبية مع الحلقة الليفية على نقل المجهود والوزن من فقرة إلى أخرى. وتتكون النواة اللبية، مثل الحلقة الليفية، من ماء وكولاجين وبروتيوغليكان. إلا أن النسب بين تلك المواد مختلفة في النواة اللبية. حيث تحتوي النواة على ماء أكثر من الموجود بالحلقة.
الحبل الشوكي والجذور العصبية
الحبل الشوكي بنية أسطوانية دقيقة يبلغ عرض كعرض الإصبع الصغيرة. ويبدأ الحبل الشوكي مباشرة تحت جذع المخ ويمتد إلى الفقرة القطنية الأولى (L1). بعدها يندمج الحبل مع المخروط النخاعي ليكون ذنب الفرس، وهو مجموعة من الأعصاب المماثلة لذيل الحصان. وتعتبر الجذور العصبية الشوكية مسؤولة عن تحفيز الحركة والإحساس. وتغادر الجذور العصبية الحبل الشوكي من خلال ثقب ما بين الفقرات، وهو فتحات صغيرة بين كل فقرة.
ويكون المخ والحبل الشوكي الجهاز العصبي المركزي. وتتفرع الجذور العصبية التي تخرج من الحبل الشوكي/القناة الشوكية في الجسم لتكون الجهاز العصبي الطرفي.
ويوجد بين الجزأين الأمامي والخلفي للفقرة (المنطقة الوسطى) القناة الشوكية التي تحتضن الحبل الشوكي وثقب ما بين الفقرات. ويتكون الثقب من فتحات صغيرة بين كل فقرة. وتوفر هذه "الثقوب" حيزاً للجذور العصبية لتخرج من القناة الشوكية ولتتفرع مرة أخرى لتكون الجهاز العصبي الطرفي.
نوع البنيان العصبي الدور / الوظيفة
جذع المخ يصل بين الحبل الشوكي وأجزاء المخ الأخرى.
الحبل الشوكي يحمل النبضات العصبية بين المخ والأعصاب الشوكية.
الأعصاب العنقية (8 أزواج) تغذي هذه الأعصاب الرأس، والرقبة، والكتفين، والذراعين، واليدين.
الأعصاب الصدرية (12 زوجاً) يصل بين أجزاء البطن العليا والعضلات في مناطق الظهر والصدر.
الأعصاب القطنية (5 أزواج) تغذي أسفل الظهر والساقين.
الأعصاب العجزية (5 أزواج) تغذي الأرداف، والساقين، والقدم، والمناطق الشرجية والتناسلية في الجسم.
القطاعات الجلدية مناطق على سطح الجلد تغذى بالألياف العصبية من جذر عصبي واحد.
الأربطة، والعضلات، والأوتار
الأربطة
تتكون كل من الأربطة والأوتار من شرائط ليفية من النسيج الضام تتصل بالعظم. وتوصل الأربطة بين عظمين أو أكثر وتساعد أيضاً على تثبيت المفاصل. أما الأوتار فتربط العضلات بالعظام. وهي تتنوع في حجمها وتتميز بنوع ما من المرونة.
ويوفر نظام الأربطة في العمود الفقري، بالإضافة إلى الأوتار والعضلات، نوعاً طبيعياً من التدعيم يساعد على حماية العمود الفقري من الإصابة. تحافظ الأربطة على ثبات المفصل خلال السكون والحركة. علاوة على ذلك، تساعد الأربطة على منع الإصابة جراء حركات التمدد والانثناء المفرطة.
جدول 3
اسم الرباط الوصف
الرباط الأمامي الطولاني
أحد المثبتات الرئيسية للعمود الفقري يبلغ عرض ذلك الرباط بوصة واحدة، ويسير بكامل طول العمود الفقري من قاعدة الجمجمة إلى العجز. وهو يصل الجزء الأمامي لجسم الفقرة بالجزء الأمامي من الحلقة الليفية.
الرباط الخلفي الطولاني
أحد المثبتات الرئيسية للعمود الفقري يبلغ عرض ذلك الرباط بوصة واحدة، ويسير بكامل طول العمود الفقري من قاعدة الجمجمة إلى العجز. وهو يصل الجزء الخلفي لجسم الفقرة بالجزء الخلفي من الحلقة الليفية.
الرباط فوق الشوكي يقوم هذا الرباط بربط طرف كل من النتوءات الشوكية ببعضها البعض.
رباط بين السناسن هذا الرباط الرفيع يرتبط برباط آخر، يدعى الرباط الأصفر، الذي يجري على عمق في العمود الشوكي.
الرباط الأصفر
الرباط الأقوى يعتبر هذا الرباط الأصفر الأقوى. وهو يجري من قاعدة الجمجمة إلى الحوض، أمام و خلف الصفائح، ويحمي الحبل الشوكي والأعصاب الشوكية. كما يحيط الرباط الأصفر أيضاً بكبسولات المفاصل الوجيهية.
العضلات والأوتار
يتصف الجهاز العضلي للعمود الفقري بالتعقيد، حيث تلعب العديد من العضلات المختلفة أدواراً هامة. وتتمثل الوظيفة الأساسية للعضلات في دعم العمود الفقري وتثبيته. وتتصل عضلات محددة بحركة أجزاء البنية التشريحية. على سبيل المثال، تساعد العضلة القترائية في حركة الرأس، بينما ترتبط العضلة القطنية الكبرى بثني الفخذ.
وتدعم العضلات، سواء على حدة أو في مجموعها، بلفافة. واللفافة هي عبارة عن نسيج ضام قوي. ويعتبر الوتر الذي يربط العضلة بالعظم جزءاً من اللفافة. ويطلق على عضلات العمود الفقري، المثنيات، أو المدورات، أو الباسطات.
من الأهمية القصوى أن يتوفر لدى مرضى اضطرابات العمود الفقري فهم أساسي بتشريح العمود الفقري ووظائفه. يقدم هذا المقال لمحة عامة مبسطة عن التشريح العجيب والمعقد للعمود الفقري. ويبدأ بتقديم "صورة كبيرة" لوظائف العمود الفقري، ومناطقه، والانحناءات الرئيسية. ويعقب ذلك معلومات تفصيلية عن العناصر التشريحية المحددة مثل البنى الفقرية، والأقراص بين الفقرات، والحبل الشوكي، والجذور العصبية، والمفاصل، والعضلات، والأربطة.
وظائف العمود الفقري
تتمثل الوظائف الثلاث الرئيسية للعمود الفقري في:
حماية الحبل الشوكي والجذور العصبية، والعديد من أعضاء الجسم الداخلية.
توفير دعم هيكلي وتوازن للحفاظ على الوضعية المستقيمة المنتصبة.
السماح بحركة مرنة.
مناطق العمود الفقري
ينقسم العمود الفقري، نموذجياً، إلى أربع مناطق رئيسية: العنقية، والصدرية، والقطنية، والعجزية. ولكل منطقة خصائصها ووظائفها المحددة.
الفقرات العنقية
تعرف منطقة الرقبة للعمود الفقري بالفقرات العنقية. وتتألف تلك المنطقة من سبع فقرات، من الفقرة العنقية الأولى إلى الفقرة العنقية السابعة (من الأعلى إلى أسفل). تحمي هذه الفقرات جذع المخ والحبل الشوكي، وتدعم الجمجمة، وتسمح بنطاق عريض من حركات الرأس.
تسمى الفقرة العنقية الأولى أطلس. تتخذ أطلس شكلاً حلقياً وتعمل على دعم الجمجمة. وتسمى الفقرة العنقية الثانية المحور. وهي دائرية الشكل ذات بنية وتدية غير حادة (تدعى النتوء سني الشكل أو "السن") تبرز لأعلى داخل حلقة الأطلس. وتتيح كل من أطلس والمحور للرأس بالدوران والانثناء. وتتخذ الفقرات العنقية الأخرى (من الثالثة إلى السابعة) شكلاً صندوقياً ذي نتوءات شوكية صغيرة (نتوءات تشبه الأصابع) تمتد من خلف الفقرة.
الفقرات الصدرية
يوجد تحت آخر الفقرات العنقية 12 فقرة تشكل الفقرات الصدرية. ويطلق عليها الفقرة الصدرية الأولى وحتى الثانية عشر (من الأعلى إلى الأسفل). وتعتبر الفقرة الصدرية الأولى أصغرها بينما الفقرة الثانية عشر هي الأكبر. وتتميز الفقرات الصدرية بكبر حجمها مقارنة بالعظام العنقية وبنتوءات شوكية أطول.
وبالإضافة إلى النتوءات الشوكية الأطول، تضيف وصلاتها بالأضلاع إلى الفقرات الصدرية مزيداً من القوة. وتجعل هذه البنى الفقرات الصدرية أكثر ثباتاً من الفقرات العنقية أو القطنية. وعلاوة على ذلك، يحد القفص الصدري ونظام الأربطة من نطاق حركة الفقرات العنقية ويحمي العديد من الأعضاء الحيوية.
الفقرات القطنية
تتكون الفقرات القطنية من 5 فقرات يطلق عليها اختصاراً L1 إلى L5 (الأكبر). كما إن حجم وشكل كل فقرة قطنية مصمم لحمل معظم وزن الجسم. ويلاحظ أن كل عنصر بنائي في الفقرات القطنية أكبر، وأعرض، وأكثر امتداداً من المكونات المماثلة في المناطق العنقية والصدرية.
وتمتلك الفقرات القطنية نطاق حركة أكبر من الفقرات الصدرية، ولكنه أقل من الفقرات العنقية. وتسمح المفاصل الوجيهية القطنية بحركة ثني وبسط كبيرة ولكن لا تسمح سوى بدوران محدود.
الفقرات العجزية
يقع العجز خلف الحوض. ويتشكل العجز من خمسة عظام (يطلق عليها اختصاراً S1 حتى S5) مندمجة مع بعدها في شكل مثلثي. ويقع العجز بين عظمتي الورك ليوصل بين العمود الفقري والحوض. وتتمفصل (تتحرك) الفقرة القطنية الأخيرة (L5) مع العجز. ويوجد تحت العجز مباشرة خمس عظام إضافية، مندمجة مع بعضها البعض مكونة العصعص.
الحوض والجمجمة
على الرغم من أن الحوض والجمجمة لا يعتبران نموذجياً جزءاً من العمود الفقري، إلا أنهما تركيبتان تشريحيتان ترتبط ارتباطا بينياً وثيقاً مع العمود الفقري، ولهما أثر كبير على توازن المريض.
مستويات العمود الفقري
للمساعدة على فهم التشريح ووصفه، يشير أخصائيو العمود الفقري في الكثير من الأحيان إلى مستويات محددة للجسم. ويعتبر مستوى الجسم سطحاً تخيلياً مسطحاً ثنائي الأبعاد يستخدم لتعريف منطقة معينة من البنية التشريحية.
جدول 1
التعبير المعنى
المستوى الجبهي أو الإكليلي يقسم النصفين الأمامي والخلفي للجسم بأكمله.
المستوى الناصف أو السهمي يقسم الجانبين الأيمن والأيسر للجسم بأكمله.
المستوى المستعرض أو المحوري يقسم الجسم من عند الوسط (النصفان العلوي والسفلي من الجسم).
انحناءات العمود الفقري
عند النظر إلى العمود الفقري السليم من الأمام (المستوى الإكليلي) فإنه يبدو مستقيماً. (يعرف الانحناء الجانبي للعمود الفقري بالجنف). وعند النظر إليه من الجانب (المستوى السهمي) يظهر للعمود الفقري الناضج أربعة انحناءات مميزة. وتوصف هذه الانحناءات بالحدابية أو القعساء.
أما الانحناء الحدابي فهو انحناء محدب في العمود الفقري (أي أن الجزء المحدب يتجه ناحية الجزء الخلفي من العمود الفقري). وتنتمي انحناءات الفقرات الصدرية والعجزية إلى النوع الحدابي.
وبالنسبة للانحناء الأقعس فهو مقعر (أي أن التقعر يتجه ناحية الجزء الخلفي من العمود الفقري) ويوجد في المستويات العنقية والقطنية من العمود الفقري.
التركيبات الفقرية
تتكون جميع الفقرات من نفس العناصر الأساسية، باستثناء الفقرتين العنقيتين الأوليين.
وتتكون القشرة الخارجية للفقرة من العظم القشري. ويتميز هذا النوع من العظام بالكثافة، والصلابة، والقوة. وفي داخل كل فقرة يوجد عظم اسفنجي، وهو أضعف من العظم القشري ويتكون من بنيات واسعة الحبك تبدو مثل خلية النحل. ويوجد في تلك الفجوات التي تميز العظم الاسفنجي، نخاع العظم، الذي يكون خلايا الدم الحمراء وبعض أنواع خلايا الدم البيضاء.
وتتكون الفقرات من العناصر المشتركة التالية:
جسم الفقرة: الجزء الأكبر من الفقرة. عند النظر إليه من أعلى فإنه يبدو بيضي الشكل بصفة عامة. وعند النظر إليه من الجانب، يبدو جسم الفقرة كشكل الساعة الرملية، حيث يكون أثخن عند الأطراف وأنحف عند الوسط. ويغطي الجسم عظم قشري قوي، بينما يوجد بداخله عظم اسفنجي.
العنيقات: وهما نتوءان قصيران، يتكونان من عظم قشري قوي، يبرز من الجزء الخلفي من جسم الفقرة.
الصفائح: صفيحتين مسطحتين نسبياً من العظم يمتدان من العنيقات على الجانبين ويتصلان عند خط المنتصف.
النتوءات: هناك ثلاثة أنواع من النتوءات: المفصلية، والمستعرضة، والشوكية. وتعمل النتوءات كنقاط اتصال للأربطة والأوتار.
وتتصل النتوءات المفصلة الأربعة مع النتوءات المفصلية للفقرات المجاورة لتكون المفاصل الوجيهية. وتسمح المفاصل الوجيهية، بالاشتراك مع الأقراص بين الفقرية، بحركة العمود الفقري.
ويمتد النتوء الشوكي إلى الخلف من النقطة حيث تتصل الصفيحتين، ويعمل كرافعة لإتمام حركة الفقرة.
الصفائح الانتهائية: "يغلف" الجزء العلوي والسفلي لجسم الفقرة بصفيحة انتهائية. وتعتبر الصفائح الانتهائية تركيبات معقدة "تندمج" في الأقراص بين الفقرات وتساعد على دعم القرص.
ثقب ما بين الفقرات: توجد ثلمة صغيرة على السطح العلوي للعنيقات وثلمة أخرى عميقة على السطح السفلي. سوعندما تكون الفقرات مرصوصة فوق بعضها البعض تكون ثلمات العنيقات منطقة تسمى ثقب ما بين الفقرات. ولهذه المنطقة أهمية حاسمة نظراً لخروج الجذور العصبية من الحبل الشوكي من خلال تلك المنطقة إلى باقي أنحاء الجسد.
المفاصل الوجيهية
تقع مقاصل العمود الفقري إلى الخلف من جسم الفقرة (على الجانب الخلفي). تساعد تلك المفاصل العمود الفقري على الانثناء، واللف، والانبساط في مختلف الاتجاهات. وعلى الرغم من أن تلك المفاصل تمكن من الحركة، إلا أن تقيد في الوقت نفسه الحركة الزائدة مثل فرط التمدد، أو فرط الانثناء (أي المصع).
ويوجد بكل فقرة مفصلان وجيهيان. يتوجه الوجيه المفصلي العلوي إلى الأعلى ويعمل كمحور مع الوجيه المفصلي السفلي.
وكغيرها من المفاصل الأخرى في الجسم، يحاط كل مفصل وجيهي بكبسولة من النسيج الضام وينتج سائل زليلي لتغذية وتزليق المفصل. وتغطى أسطح المفصل بغضروف يساعد كل مفصل على الحركة (التمفصل) بسلاسة.
الأقراص بين الفقرات
يوجد بين كل من أجسام الفقرات "وسادة" تدعى القرص بين الفقرات. يمتص كل قرص الضغط والصدمات التي يتعرض لها الجسم أثناء الحركة ويحول دون احتكاك الفقرات ببعضها البعض. وتعتبر الأقراص بين الفقرات أكبر البنى الموجودة في الجسم التي ليس لها مدد وعائي. حيث تمتص الأقراص العناصر الغذائية التي تحتاجها من خلال الانتشار الغشائي.
ويتكون كل قرص من جزأين: الحلقة الليفية والنواة اللبية.
الحلقة الليفية
تعتبر الحلقة تركيبة قوية تشبه الإطار تغلف مركزاً يشبه الهلام يدعى النواة اللبية. وتعمل الحلقة على تعزيز الثبات الدوراني للعمود الفقري وتساعده على مقاومة مجهود الضغط.
وتتكون الحلقة من ماء وطبقات من ألياف كولاجينية مرنة قوية. تأخذ الألياف اتجاهات بزوايا مختلفة عرضياً تشبه تركيب الإطار المتشعع. ويكتسب الكولاجين قوته من حزم البروتين الليفية القوية المرتبطة ببعضها البعض.
النواة اللبية
يمتلئ الجزء المركزي من كل من الأقراص بين الفقرات بمادة مرنة تشبه الهلام. وتعمل النواة اللبية مع الحلقة الليفية على نقل المجهود والوزن من فقرة إلى أخرى. وتتكون النواة اللبية، مثل الحلقة الليفية، من ماء وكولاجين وبروتيوغليكان. إلا أن النسب بين تلك المواد مختلفة في النواة اللبية. حيث تحتوي النواة على ماء أكثر من الموجود بالحلقة.
الحبل الشوكي والجذور العصبية
الحبل الشوكي بنية أسطوانية دقيقة يبلغ عرض كعرض الإصبع الصغيرة. ويبدأ الحبل الشوكي مباشرة تحت جذع المخ ويمتد إلى الفقرة القطنية الأولى (L1). بعدها يندمج الحبل مع المخروط النخاعي ليكون ذنب الفرس، وهو مجموعة من الأعصاب المماثلة لذيل الحصان. وتعتبر الجذور العصبية الشوكية مسؤولة عن تحفيز الحركة والإحساس. وتغادر الجذور العصبية الحبل الشوكي من خلال ثقب ما بين الفقرات، وهو فتحات صغيرة بين كل فقرة.
ويكون المخ والحبل الشوكي الجهاز العصبي المركزي. وتتفرع الجذور العصبية التي تخرج من الحبل الشوكي/القناة الشوكية في الجسم لتكون الجهاز العصبي الطرفي.
ويوجد بين الجزأين الأمامي والخلفي للفقرة (المنطقة الوسطى) القناة الشوكية التي تحتضن الحبل الشوكي وثقب ما بين الفقرات. ويتكون الثقب من فتحات صغيرة بين كل فقرة. وتوفر هذه "الثقوب" حيزاً للجذور العصبية لتخرج من القناة الشوكية ولتتفرع مرة أخرى لتكون الجهاز العصبي الطرفي.
نوع البنيان العصبي الدور / الوظيفة
جذع المخ يصل بين الحبل الشوكي وأجزاء المخ الأخرى.
الحبل الشوكي يحمل النبضات العصبية بين المخ والأعصاب الشوكية.
الأعصاب العنقية (8 أزواج) تغذي هذه الأعصاب الرأس، والرقبة، والكتفين، والذراعين، واليدين.
الأعصاب الصدرية (12 زوجاً) يصل بين أجزاء البطن العليا والعضلات في مناطق الظهر والصدر.
الأعصاب القطنية (5 أزواج) تغذي أسفل الظهر والساقين.
الأعصاب العجزية (5 أزواج) تغذي الأرداف، والساقين، والقدم، والمناطق الشرجية والتناسلية في الجسم.
القطاعات الجلدية مناطق على سطح الجلد تغذى بالألياف العصبية من جذر عصبي واحد.
الأربطة، والعضلات، والأوتار
الأربطة
تتكون كل من الأربطة والأوتار من شرائط ليفية من النسيج الضام تتصل بالعظم. وتوصل الأربطة بين عظمين أو أكثر وتساعد أيضاً على تثبيت المفاصل. أما الأوتار فتربط العضلات بالعظام. وهي تتنوع في حجمها وتتميز بنوع ما من المرونة.
ويوفر نظام الأربطة في العمود الفقري، بالإضافة إلى الأوتار والعضلات، نوعاً طبيعياً من التدعيم يساعد على حماية العمود الفقري من الإصابة. تحافظ الأربطة على ثبات المفصل خلال السكون والحركة. علاوة على ذلك، تساعد الأربطة على منع الإصابة جراء حركات التمدد والانثناء المفرطة.
جدول 3
اسم الرباط الوصف
الرباط الأمامي الطولاني
أحد المثبتات الرئيسية للعمود الفقري يبلغ عرض ذلك الرباط بوصة واحدة، ويسير بكامل طول العمود الفقري من قاعدة الجمجمة إلى العجز. وهو يصل الجزء الأمامي لجسم الفقرة بالجزء الأمامي من الحلقة الليفية.
الرباط الخلفي الطولاني
أحد المثبتات الرئيسية للعمود الفقري يبلغ عرض ذلك الرباط بوصة واحدة، ويسير بكامل طول العمود الفقري من قاعدة الجمجمة إلى العجز. وهو يصل الجزء الخلفي لجسم الفقرة بالجزء الخلفي من الحلقة الليفية.
الرباط فوق الشوكي يقوم هذا الرباط بربط طرف كل من النتوءات الشوكية ببعضها البعض.
رباط بين السناسن هذا الرباط الرفيع يرتبط برباط آخر، يدعى الرباط الأصفر، الذي يجري على عمق في العمود الشوكي.
الرباط الأصفر
الرباط الأقوى يعتبر هذا الرباط الأصفر الأقوى. وهو يجري من قاعدة الجمجمة إلى الحوض، أمام و خلف الصفائح، ويحمي الحبل الشوكي والأعصاب الشوكية. كما يحيط الرباط الأصفر أيضاً بكبسولات المفاصل الوجيهية.
العضلات والأوتار
يتصف الجهاز العضلي للعمود الفقري بالتعقيد، حيث تلعب العديد من العضلات المختلفة أدواراً هامة. وتتمثل الوظيفة الأساسية للعضلات في دعم العمود الفقري وتثبيته. وتتصل عضلات محددة بحركة أجزاء البنية التشريحية. على سبيل المثال، تساعد العضلة القترائية في حركة الرأس، بينما ترتبط العضلة القطنية الكبرى بثني الفخذ.
وتدعم العضلات، سواء على حدة أو في مجموعها، بلفافة. واللفافة هي عبارة عن نسيج ضام قوي. ويعتبر الوتر الذي يربط العضلة بالعظم جزءاً من اللفافة. ويطلق على عضلات العمود الفقري، المثنيات، أو المدورات، أو الباسطات.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى